إسرائيل تطلق سراح 23 ماليزيا من أسطول الصمود بعد احتجازهم قرب غزة

أعلنت وزارة الخارجية الماليزية، اليوم الأحد، أن السلطات الإسرائيلية أفرجت عن 23 مواطنًا ماليزيًا كانوا على متن أسطول الصمود الذي تم اعتراضه أثناء توجهه إلى قطاع غزة محمّلًا بالمساعدات الإنسانية.

وذكرت الوزارة، في بيان نقلته شبكة تشانيل نيوز آشيا، أن النشطاء الماليزيين بصحة جيدة وقد غادروا الأراضي الإسرائيلية إلى مدينة إسطنبول التركية، حيث يخضعون حاليًا لفحوصات طبية وإجراءات المتابعة قبل عودتهم إلى كوالالمبور خلال الساعات المقبلة.

وأعربت الخارجية الماليزية عن امتنانها للحكومة التركية على جهودها الدبلوماسية في تسهيل عملية الإفراج، كما شكرت كلًا من الأردن ومصر والولايات المتحدة ودول رابطة آسيان (ASEAN) لمساهمتها في ضمان عودة المواطنين الماليزيين سالمين، مؤكدة أن بلادها تتابع عن كثب تطورات الموقف مع الجهات الدولية.

وأكدت الوزارة في بيانها أن كوالالمبور ستواصل دعمها الثابت للشعب الفلسطيني وحقه في الحياة الكريمة ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، مشيرة إلى أن مشاركة المتطوعين الماليزيين في أسطول المساعدات جاءت في إطار جهود إنسانية بحتة تهدف إلى إيصال الغذاء والدواء إلى المدنيين المتضررين من الحرب.

وكانت إسرائيل قد اعترضت قبل أيام “أسطول الصمود”، الذي يضم أكثر من 40 سفينة محمّلة بالإمدادات الإغاثية، أثناء إبحاره في المياه الدولية باتجاه قطاع غزة، في خطوة اعتبرتها منظمات حقوقية “انتهاكًا للقانون الدولي” واعتداءً على مهمة إنسانية سلمية تهدف إلى كسر الحصار المفروض على غزة منذ سنوات.

وبحسب المنظمين، فقد شارك في الأسطول نحو 500 متطوع من أكثر من 40 دولة، بينهم ناشطون من آسيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية، بالإضافة إلى أطباء وصحفيين وشخصيات عامة. وكان الهدف من المهمة تسليط الضوء على الأزمة الإنسانية الخانقة التي يعيشها سكان القطاع نتيجة الحرب المستمرة والقيود الإسرائيلية على دخول المساعدات.

وقد أثار احتجاز السفن ردود فعل دولية غاضبة، حيث طالبت منظمات الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إسرائيل باحترام القانون الدولي الإنساني والسماح بمرور المساعدات إلى غزة دون عوائق. كما دعت منظمات المجتمع المدني في ماليزيا إلى تحقيق دولي حول الواقعة ومحاسبة المسؤولين عن احتجاز المدنيين المشاركين في المهمة الإنسانية.

يُذكر أن ماليزيا من أبرز الدول الآسيوية المؤيدة للقضية الفلسطينية، وغالبًا ما تتبنى مواقف دبلوماسية حازمة تجاه السياسات الإسرائيلية، مؤكدة في أكثر من مناسبة أن دعمها لفلسطين “ثابت ومبدئي” ولا يخضع لأي ضغوط سياسية.

ومع الإفراج عن المتطوعين الماليزيين، يتجدد الجدل الدولي حول شرعية الحصار المفروض على غزة وحق السفن الإنسانية في الوصول إلى المناطق المنكوبة، وسط دعوات متزايدة لوضع آلية دولية تضمن حماية مهام الإغاثة ومنع تكرار مثل هذه الحوادث.